

نبذة عنّي وعن رحلتي:

في عام ٢٠٢٠ شعرت بإنّي بحاجة لتغيير جذري في حياتي. كنت مهندس، مع لقب أكاديمي، وناجح بشغلي. راتبي كان منيح، شغلي كان منيح، وكل المؤشرات الخارجية كانت تقول إنه كلشي منيح معي. ولكن من جوّا؟ كنت عارف إنه مش هاي هي الحياة اللي بدي إياها. كنت حاسس وكأنّي عايش حياة حدا تاني.
كنت هادئ بأغلب الأحيان، ولكن أوقات كانت تطلع مني نوبات غضب اللي ولا كنت أفهم من وين عم تيجي. كنت اخاف منها، ومن حالي. كنت كتير مسكّر، بصعوبة احكي واعبّر. بصعوبة ابني علاقات قريبة مع الناس، كنت اخاف انه حدا يعرف عنجد شو في جوّاتي. بمناسبات اجتماعية كان عندي استراتيجيات جاهزة أحكي فيها للناس إني منيح ومبسوط، ولكن بيني وبين حالي؟ كنت استنى اللحظة اللي أرجع فيها على البيت وأقعد لحالي.
في هذه الفترة كنت قارئ كتير عن قوّة الارادة، وكنت اعرف كتير منيح كيف اتحدى حالي وكيف أشد على حالي حتى أنجز المهام اللي علي. ولكن ولا كان عندي الإدراك الكافي عن اهمية الصحة النفسية، ولا كنت اعرف اسمع لحالي من جوّا ولشو انا بحاجة. كنت اعرف صبية اللي بتروح عند معالج نفسي ونصحتني اروح اجرّب. رحت من باب الفضول اجرّب وبالفعل الاشي كتير ساعدني. اذا بنظر للوراء، بشوف انه انا كنت من زمان ابحث عن هذه المساحة ولكن زي وكأنه كنت استنى هاي الدفشة من حدا يقلي: "تمام اذا بتبدا تهتم بصحتك النفسية".
العلاج النفسي الكلاسيكي ساعدني في البداية إني أفتح وأعبّر أكتر، ولكن بعد بفترة شعرت إنه في بعد إشي ناقصني. صار عندي فضول أتعرّف على نفسي من خلال طرق وأساليب تاني. بلّشت أستكشف العلاجات النفسجسدية، وأتواصل مع مشاعري وجسمي من جديد. دخلت عالم التدريب والتنمية البشرية، وهناك تعرّفت من جديد على أفكاري ومعتقداتي. من خلال التشي كونج واليوغا، حسّيت إنّي عم ببدا افهم واستكشف مجرى الطاقة الحيوية اللي فيي.
ومن هون جاي فكرة التدريب الشامل – تدريب يشمل الجسد، والعقل، والمشاعر، والطاقة.
الكل حكالي "مجنون" لما قررت أترك مجال الهندسة واصير مدرّب. يمكن فعلًا انا مجنون… لأنّي جرّبت الحياة "الطبيعية" وفهمت انها مش لإلي. هدفي انّي ألهمك انّك تكون/ي "مجنون/ة" بطريقتك الخاصة، انّك تتبع/ي صوتك الداخلي وتآمن/ي فيه.
في النهاية، "مجنون" و"طبيعي" هنّي مجرّد تسميات نابعة من الوعي الجمعي للمجتمع الحالي. كلشي ممكن ينقلب كمان اكم سنة. هدفي انّي ارفع الوعي واحكي عن اهميّة طريق التشافي والنمو بمجتمعنا. هذا اكتر مسار طبيعي لكل انسان بوصل لمرحلة وعي معيّنة. لكل انسان بيوم من الأيّام دقّت على بابه "الهمّة" ودعته لرحلة. رحلة لحتى ينزّل عن حاله كل شيئ زائف ومش لإله لحتى يبدا يتناغم مع ذاته الحقيقية.
هدفي أخلق مساحة آمنة ومُحبّة لكل شخص في هذه الرحلة. مساحة بدون أحكام، بدون ملام لأنّي بعرف انه النفس الإنسانية بتتشافى فقط وقت ما تُقابَل مع تقبُّل تام. هذه المساحة إلك عشان تجيب/ي حالك بشكل كامل فيها — تجيب/ي الجوانب الحلوة تبعتك، وتجيب/ي الجوانب المظلمة كمان. هاي المساحة راح تدعمك إنّك تكون/ي انت… لأنّه العالم محتاجك. وأفضل إشي ممكن تعمل/ي للعالم هو انّك تكون/ي انت، بأصالتك، على حقيقتك.

قصيدة بيت الضيافة
جلال الدين الرومي
"التجربة الإنسانية تشبه بيت الضيافة.
كل صباح، يصل زائر جديد.
بهجة، أو حزن، أو إحباط،
أو لحظة وعي تأتي
كضيف غير متوقّع.
استقبلهم ورحّب بهم جميعًا!
حتى وإن كانوا حشدًا من الأحزان،
يجتاحون بيتك بعنف
ويُفرغونه من أثاثه،
عامل كل ضيف باحترام،
ربّما هو ينظّف لك المكان لاستقبال فرح جديد.
الأفكار السوداء، الحقد، الخجل،
قابلهم على الباب بابتسامة،
وادعوهم للدخول.
كن ممتنًا لكل من يأتي،
فكل واحد منهم قد أُرسل
كمرشد من عالمٍ آخر."